fbpx
☰ القائمة

صفة العمرة

[ssba-buttons]

يسن لمن يريد العمرة إذا وصل الميقات أن يغتسل ويتنظف ، ويتطيب في بدنه ورأسه ولحيته ، والاغتسال للإحرام مسنون للرجال والنساء حتى الحائض والنفساء .

ثم يلبس الرجل ملابس الإحرام وهما الإزار والرداء بعد أن يتجرد من كل ما خيط على هيئة البدن كالقميص والسراويل ونحو ذلك ، وأما المرأة فتلبس ما شاءت من الثياب الساترة من غير زينة أو تبرج ، وتجتنب لبس النقاب والقفازين حال إحرامها، ولكنها تغطي وجهها بحضرة الرجال الأجانب وذلك بإسدال الخمار عليه .

فإن كان الوقت وقت فريضة صلاَّها ، وإلا صلَّى ركعتين ناوياً بهما سنة الوضوء .

فإذا فرغ من الصلاة أحرم بالعمرة قائلاً : ” لبيك عمرة ” ثم يشرع بعدها في التلبية قائلاً : ” لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ” يرفع الرجل بها صوته ، وأما المرأة فتخفض صوتها بالقدر الذي يُسْمِع من بجانبها من النساء .

وبذلك يكون المعتمر قد دخل في النسك فيحرم عليه فعل شيء من محظورات الإحرام حتى ينهي نسكه ويتحلل من إحرامه .

وينبغي للمحرم أن يكثر من التلبية لأنها الشعار القولي للنسك ، وخصوصاً عند تغير الأحوال والأزمان ، مثل أن يعلو مرتفعاً أو ينزل منخفضاً، أو يقبل الليل أو النهار ، ويستمر في التلبية إلى أن يشرع في الطواف .

فإذا قارب مكة سن له أن يغتسل لدخولها لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – فعل ذلك ، كما يسن له أن يدخل مكة من أعلاها وهي منطقة كداء ” الثنية العليا” ، وأن يخرج من أسفلها وهي كدي “الثنية السفلى” فقد ثبت ذلك عنه – صلى الله عليه وسلم – .

فإذا وصل المسجد الحرام قدَّم رجله اليمنى عند الدخول قائلاً : ” بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب رحمتك ” كما يفعل عند دخول سائر المساجد .

ثم يتقدم نحو الحجر الأسود ليبتدئ طوافه منه ، وقبل الشروع في الطواف يسن له أن يجعل وسط الرداء تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر وهو ما يعرف بالاضطباع .

فإذا وصل إلى الحجر الأسود فإنه يستلمه بيده اليمنى ويقبله إن تيسر ذلك ، فإن لم يتيسر تقبيله استلمه بيده وقبَّل يده ، فإن لم يتيسر فإنه يشير من بعيد من غير تقبيل ، ويقول عند استلامه الحجر ” بسم الله والله أكبر ” .

ثم يبدأ الطواف فإذا وصل إلى الركن اليماني – وهو الركن الذي يسبق الحجر الأسود – فيسن له استلامه من غير تقبيل ، فإن لم يتيسر استلامه فلا يشير إليه من بعيد . 

ويقول بين الركن اليماني والحجر الأسود : { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار } ( البقرة 201 ) ، ويقول في بقية طوافه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن ، وليس هناك دعاء أو ذكر مخصص لكل شوط .

ويطوف بالبيت سبعة أشواط مبتدءا بالحجر الأسود ومنتهياً به فاعلاً في كل شوط ما فعله في الشوط الأول .

والسنة في هذا الطواف أن يسرع المشي مع مقاربة الخطى وذلك في الثلاثة الأشواط الأولى ، وهو المعروف بالرمل ، ويمشي في بقية الأشواط مشياً عادياً ، وهذا الحكم خاص بالرجال دون النساء .
فإذا أنهى سبعة أشواط فإنه يعيد الرداء إلى وضعه الطبيعي ، ثم يتقدم إلى مقام إبراهيم ويقرأ قوله تعالى : { وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى } (البقرة 125 ) ، فيصلى ركعتين خلف المقام إن تيسر ، وإلا ففي أي مكان من المسجد ، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } وفي الثانية {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } .

ثم يتوجه بعد ذلك إلى المسعى ، فإذا دنا من الصفا قرأ قوله تعالى: { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّه } ( البقرة 158) ، ويقول : ” أبدأ بما بدأ الله به ” .

ثم يصعد على الصفا – إن تيسر له – حتى يرى الكعبة ، فيستقبلها ، ويرفع يديه ، فيحمد الله ويكبره ويوحده ويقول : ” لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ” يكرر ذلك ثلاث مرات ، ويدعو بينها بما شاء .

ثم ينزل من الصفا متوَجِّهاً إلى المروة ، فإذا وصل إلى العلم الأخضر ركض ركضاً شديداً بقدر ما يستطيع من غير أذية لأحد ، فإذا بلغ العلم الأخضر الثاني مشى كعادته حتى يصل إلى المروة ، وعليه أن يشتغل بالذكر والدعاء والثناء على الله وإن قرأ القرآن فلا بأس ، والسعي الشديد بين العلمين الأخضرين من خصائص الرجال دون النساء .

فإذا وصل إلى المروة صعد عليها وفعل ما فعله على الصفا ، من غير أن يقرأ قوله تعالى : { إن الصفا والمروة ..} الآية , وبذلك يكون قد أنهى شوطاً من أشواط السعي .

ثم ينزل من المروة متجهاً إلى الصفا ماشياً في موضع المشي مسرعاً في موضع الإسراع حتى يصل إلى الصفا فيفعل مثل ما فعل أول مرة ، وهكذا حتى يتم سبعة أشواط ذهابه من الصفا إلى المروة شوط , ورجوعه من المروة إلى الصفا شوط حتى ينتهي بالمروة .

فإذا أتم السعي فإنه يحلق رأسه أو يقصره إن كان رجلاً ، والحلق أفضل، وينبغي أن يعمّ حلقه أو تقصيره للشعر كله، لا أن يكتفي بقطع خصلة من شعره، وأما المرأة فإنها تقصر ولا تحلق ، فتأخذ من كل ظفيرة قدر أنُملة فأقلّ – والأنملة هي رأس الأصبع -.

وبهذا تتم أعمال العمرة ، ويكون المعتمر بذلك قد تحلل من إحرامه ، فيحل له ما كان محرما عليه من قبل بسبب الإحرام .

 

المصدر

http://alwataniya-group.com/?p=599